كراهية


كراهية
   
الآن وقد عرفتُ كيف تنثر أشواك الكره فى شرايين نسائك.. أدركت كيف تشعل الحرائق فتتبخر دماؤهن لهبا يحرق نجوم السماء.. أدركت أن تطهرَ ثمانين ألف كيلو متر من الشرايين، يحتاج عمراً أعيشه بدونك أستنشق كراهيتك كل صباح ومساء.. أفقأ دقات قلبى فتتناثر على جانبيه وتنبت حقداً ملونا بكل ألوان العذاب.
سأعلم عينى كيف تنفر من وجهك سألقن عقلى أن الشيطان أبداً لم يكن دميماً بل يملك ملامح وجهك.. سأدرب أناملى على طمس أشيائك وتمزيق كل الخيوط التى تربطنى بك.. سأعبر الحدود فى شرايينى حتى أصل إلى قلبى الموصد إلا عنك سأقتحم جدرانه أخمشها بأظافرى وأستخرجك جثة منه.
كل هذا مستحيل حتى أمس.. أما لحظتنا تلك فلم يعد المستحيل راحلا داخل شرايينى.. لفظته.. تطهرت.. عادت تنبض بلحن غير اسمك.. اسمع : فراغ.. فراغ.. فراغ لا بل طهر.. طهر.. طهر..
كيف زاغ البصر عنى وأحتجبت البصيرة وأنا أرقبك ترسل خيوط مكرك إلى عيون مقابلة.. تتلهف هى الأخرى لمراوغات ذئب مخادع.. أنكرت عينى التى شاهدتك وأنكرت حبى.. ألمى.. شبقى . حين تترنح جميعاً فى نفس الجلسة بين يديك، هل هذا.. أنت ؟!!
رجُلى الذى ألقيت بين يديه أيامى !!
أبخرة غضبى أنشرها على صدرك كى تجف.. تفركها.. تزروها أنفاسك تبعثرها.. تلملمها.. وتنثرها مع وخزات مكر فى عينيك.. أنفاسك المتقطعة من اللهاث خلف بقايا ظبياتك ذئب يعوى عليهن.. بل كلب يلهث خلف سيقانهن إن يلعقها يلهث.. إن يقضمها يلهث.. إن تقتله لا يقتل.