صمت.. يحترق


صمت.. يحترق
 
غضبى صمت.. لا تدنُ لتستمع أنينى.. غضبى صمت.. فلترحل عنى ليجف هواك.. لم يعد غير زفرة الأسف.. ولوعة الندم وجرح غائر خلفه سهم غادر لرامٍ أنانى يصخب من اندلاق عواطفى ويشق بأطراف الحراب قلبى المتعب.. المحترق بين ضلوعى.
أتساءل فى لحظة ضعف : أحقا كنت بقربى؟!  أم أننى كنت أجمعُ شهب السماء فى سلة الأحزان.. فيتهلل الدجى لهفان.. يضمنى، يعتصر آخر بسمة فى وجهى الحزين .
تهرب دموعى حين ترنو بسمتك وهى تقترب تهمس بين حنايا القلب: أليس فى البسمات غفران؟.. يا هذا كم أدميتنى.. وصفعت قلبى وأنت لاهٍ، فلتبتعد ببراءة الأطفال كنت أو بغدر الذئاب، إنى نسيت صغائرك.. كبائرك.. ونسيتك وغفرت كل إساءة وجهتها.. لأنك ما كنت سوى قلب عربيد.
صمتى غضب.. فلتحذر يوم ألملم آلامى.. أصنع كرة من نار.. أو دوامة إعصار.
موحش ما صار بقلبى.. موحش ما طوق عقلى .
غضبى صمت.. مذ  جفت أدمعى من كثرة الحسرات.. وعرفت كيف تذبح الألوان نفسها فوق حجب الليل وتلتفح بلونه الداجى.. مذ جفت زهور الكون وأصبحت ذكرى لذبول حياتى .
غضبى صمت.. فلترحم حزنى بعد ما حولتنى لأشقى الأشقياء .
قد كان قلبى يدعوك : خذنى.. تضمه لحظة وتقذف به ساعات.. نعم كنت أعلم أنك اللهب، وقد اقتربت باختيارى.. رفرفت بين أذرعك حتى احترقت والآن ماذا تبغى من بقايا رفاتى .
علمتنى معنى الدموع والحزن الشفيف الحانى.. علمتنى كيف الصراخ بصوت ذاب من الشجون علمتنى.. علمتنى.. ونفثت فى خاطرى لون الشحوب .
صمتى غضب ملأ عروقى بعد ما جف الحنان وسقم الهوى.. ما عدت أدرى ما الذى بعد الغضب.. ومن يقينى؟.. فلقد صببت نار الفراق فوق أضلعى فتحطمت وتفتتت.. لم يبق إلا حزن وتيه.
غضبى صمت مستعر، فاسجد لله شكرا.. أنك.. أنك.. لم تحترق.