براءة مخادع


براءة مخادع

 تفتتى أيتها المشاعر.. اختلطى بموجات الغضب،  ذوبى شمسا جريحة فى نهر الخديعة.. تهرأت الأمنيات،  تجمد دفء العيون جليداً؛ فوق الشفاة الهامسة عدنا غرباء.. نقطر الماضى ندماً وحيرة.. نغرق وهج العيون فى ركام من أحلام الفراق والهرب.
غردى يا طيور.. بلغة أفهمها.. فما عدت قادرة على همس رفرفاتك.. غردى شجنا يحتوينى.. ما عادت حناياه تدفئنى.. تأوينى فى ليالى الشتاء والمطر.
.. هو قلب صبار عنيد عَطش للغدر.. يلون الحزن الثقيل بالقبل.. لا وجد عاد يبرق بيننا.. ماتت الهمسات صمتا.. ويبست لمساته صخرا.. والظنون نبضاً خافتاً يروى السكوت .
تفتتى أيتها المشاعر.. ابنى لى سداً من رمل ناعم كى لا يعبر الأمل.. لا يغزل خيط عنكبوت.. لكنه يدمى معصمى.. حتى لا يستميت يجرنى.. ليطرح نفس السؤال.. وتضيع إجابتى.. نهنهات قصيرة.. طويلة وبراءة ترتسم على وجهٍ مخادع.. زيف كل الدروب. قدماى تسبقان نحوه.. والعمر يُنزف قطرة بقطره، عيناه تمنيانى بمداواة الجراح.. آه من هذا الصقيع.. يداوى جرحى بالكذب.. يشعل الأعماق نارا.. وهو مجرد مقامر.
أيا قلبى الممزق.. عدنا غرباء.. ما عادت تحتوينا الشرانق سأمد خيوط الهجر لأبعد من نبض هذا المغامر.. فحبى بطعم المر.. وقلبى منقوش عليه بفعل فاعل.. " مسكن نسى من هول الخديعة ما هو معنى الوفاء ".