هـــــرب


هـــــرب

    خيط شفقى خجل يفصل الفجر عن ليل ظالم الأطراف .
تعلقت أنفاسى بصورتك.. عيونى الجامدة ملتصقة ببسمتك، أحالتنى إلى يوم اللقاء الأول . يوم جذبتنى من يدى إلى عالمك الملىء بالمغامرات وغرائب الأفعال.. يوم أضحكت قلبى وأطربت السماء، ورقصت الطيور على نغمات همساتك، ماردا ضممتنى بين بنانك، عبرت بى السنين الفائتة، ألقيت بى إلى يوم حددت ملامحه بالنرجسات والأشعار، وعدت تقذفنى وسط آمالك العريضة لى.. قلت : خذى ماتشائين من الأحلام. مددت يدى حملتها بالفراغ وعدت أحمل الوهم.. فى التفاتة غاضبة منى، اختفيت عنى وسؤالى يترنح حائرا خلف ظلك :
أشبح أنت شددت ستائر الخوف على ماتبقى ؟! أملاك فرش جناحيه ومضات من أمل خافت.. خوفا على قلبى من ظلمة التوحش ؟!
لكنك أنبت على جانبيه أشواكا تدمى الخواطر فى لحظات السفر، حيث البكاء والدموع والسهر.. وسادتى، ملاءتى، غطائى. أنا يا حبيبى حائرة.. ممزقة الفكر :
أعودة أردت أم الارتحال فى الهرب !!
أجب أنت إذن كيف يكون الهرب ؟!