عتبٌ..بعتب


عتبٌ..بعتب
  
لا تبالغ فى التجنى، أو تسحب اليد المخضبة بالاشتياق من فوق خصرى.. بعد أن ناجتنى عيناك بأحرف اللقاء.. ورطبت شفتاك الكون حولى بالحنان والقبل.
لماذا تجمدنى اليوم بذاكرة الصمت لديك؟!
لماذا عشقت الرحيل خارج حدود صدرى.. وأسوار وجدى !!
لماذا لم تعد أنت.. أنت؟ وتدفعنى كى لا أكون أنا !!
يا حبيبى ما أندى لحظات العتاب، ولؤلؤ العين يمرح على وجناتى.. ويداك الحانيتان تمسحان ألمى، تعبثان بالأنامل.من فوق جبهتى تلملم خصلاتى الهاربة إليك. إنى هاهنا قائمة وشوقى، أغزل الحلم شراعا، لكننى أبدا بدونك لن أبحر نحو الأمل.
لا تبالغ فى التجنى، وترسل تهويمات رغباتك لغيرى، فأنا ربيبة عمرك، وابنته، ونبتته.. بل أنا صنيعة الفؤاد. فلمَ تنوى الآن إطفاء جمرات الخلد المنبثة فينا ومنا، ولمَ تشرّح ملامح عشقى بمبضع الألم ورغبة الارتحال؟!
لماذا اليوم تبحث عن سؤال تبدد به لحظات اللقاء.. وتدعى البراءة.. وتدعى النقاء؟
لا تبالغ فى التجنى حين تهجرنى عيناك بلا ذنب، لا عذر سوى أنك تهوى الرحيل خلف كل الفراشات العابرات. لقد دربت مشاعرى على مشهدك اليومى الفاضح، وقد التصقت بصاتك بملامحهن !!
فلماذا هذا القتل لى، مع سبق الإغراء، وسبق الإغواء، وسبق النكران لنبضة قلبى خلف كل شهيق وزفير من شفتيك؟!
هذان هما كفانا ترتعشان لحظة الفراق، خضبت كفى بالأمل أن تبقى، وعلى يديك رسمت دهشة الطفولة حين تفارق الألعاب.
حدثنى العقل بأن لابد لهجرك من هجر، وعتبك من عتب، وصدك من صد.. فلمن أسمع: هذا العقل أم الوجدان المرتعش بلثم يديك؟!
أنى سأعلم شفاهى الابتسام وأجمع حبات الدمع عقدا أذكرك به إذا ما إليك إشتاق الفؤاد. أو آلمنى الكبرياء.. لكننى ابدا لن أعاتبك.. لن أبتهل إليك فلقد حملت القلب ما يكفيه من العذاب.. فلم العتاب ؟!!