مصلوبة فوق كفك


مصلوبة فوق كفك
  
أستل روحى من فردوسك، فلكم رنوت للخلد فيه، وكم صفدت أنفاسى كى لا تلاحقك وأنت لاه.. دربت قلبى أن يخفق بلحن اسمك.. يؤويه من لجة الخوف ولعنات اللاتى حيرتهن قبلى.
اليوم قلبى إعصار يقتلع طيف تهويماتك، كمنتقم ضار، ويدور يرشف رحيق الليالى التى ضممت فيها أزهارى.. يلقى بذاكرته فى السديم وخلف النجوم، ويقسم إن عاد يوما حرا سينير كل القلوب الضريرة.. يدق على بابها بأعتى نداء ويستل منها الضياء الشليل.. يفك حروف كلماتك التى سددت بها مسام أحاسيسهم.. يصنع منها أعنف زئير.
آه حبيبى نارك لظاها يذيب رياحى فتهدر ندما تحت قدميك، ورغم احتراق الدروب لحزنى.. يحملنى دائما شوقى إليك.
أعود أتلو صلاتى، وبين عيونك ينام الغضب.. ويداك تداعبان كفى وجيدى تزينهما بوهم جديد.. وتهمس من خلف أذنى سابحا فى روحى : سأفجرك غدا لهيبا جديدا، فأنت معجزة قلمى وريشتى.. وأرغولى.. ونغم من السحر أشتهيه.. فهل ينكر الشاعر أبياته؟ وهل يمحو الرسام ألوانه؟ وكيف يمزق النغم الهادر الأوتار؟! هيا ضمى يديك خلف ظهرى وأريحى رأسك فوق صدرى ولا تبكى خوف الفراق.
هكذا صدقتك وعدت نادمة، أجدد شوقى.. وأبسط لك الغفران سلما ترتقيه من جديد إلى عقلى، فغشيتنى وأنساب فكرك هائما، يلتقط القلق السابح فىّ.. ويسقينى طاعتك.. عشقا، فى كأس جديدة، ويلقى حيرة القلب ويغلق كل شرايينى إلا عنك.. ويرسم الطير على غصونى، يغرد لحنا مغموسا بشبقى ويوقظ إشراقة روحى.. يردد صوتك داخلى :
أنا فجرحلمك.. أقلعت سفن غرامى فى عروقك.. تجتاح عواصف سخطك.. فاستكينى.
نظرت لك سكرى وعلى أطراف النشوى هممت أرشف الرحيق ومن بعيد.. بعيد، أرقب عيون ثورة أخرى تطل من شرفات الظلام، تنتظر فى صمت طواه الخوف وإرتعاشات وهم الفراق، تدور وتبحث عن سفينة تشق ستر الأمان فى قلبى. فدعنى بحبك أستجير.. دعنى فقد بح صوتى من رياح الغضب.. وجفف مآقى طول السهر.. ألا ترحمنى ذكرياتى من قلب لعوب.. حبيب خئون؟! وماذا أنا؟
مصلوبة فوق كفك.. تحيك الأساطير حولى تفجر أشواقى.. غضبى.. وتشدو:
- إياك ياحبيبتى وهجرى فلو ضعت أنا.. ضاع الأمل.. ضاع الأمان، ففى حبى عرفت كيف تتفتح الأغصان، وكيف تغردالألحان، فلا تطفئى صباباتى ولا تحجبى وهجك عن عيونى.