حضور الغياب!


              -ى-
à حضور الغياب!










كل عام وأنت الضوء فى داخلى، عام جديد يشرق وجهك فى أحلامى، وإن لم يعد يشرق على الكون، لن يضم صدرك لهفتى وحبى.. عمرك يمتد بعيدا بدروبه عنى.
هل تسمعنى حقا فى عالمك البرزخى؟!
هل ترانى إن وقفت على باب مثواك الترابى.. إن زرعت عود صبار على ضفاف قلبى، روته دموعى السخية، لكنه يظل ظامئا.. كعطشى لضمة يديك؟!
-                       أبى:
-                       تراه دربا مجنونا اسلكه بعيدا عنك.. كل خير فىّ ذهب معك.. فهل ينشق القبر ويعيده.. وهل يعيدك؟!
أعود وحيده فى يوم مولدك أطفئ نار شموعك.. لا تنطفئ فأنفاسى متقطعة من الركض خلف ذكراك  فلماذا الهرب؟ غريبة كنت..  و أنت بعيد تلملم باقى أيامك فى صمت، تجمع خطواتك من فوق طريق العمر، تنثر دعواتك لى.. أن أصبر – فتمزق قلبى - الصابر.. الجازع.. العاجز أن يحمل خبر غروبك عن عالمنا.
رحيلك دون وداع . قالت لى أمى ورعشة الحزن تعانق نحيبها:
- قبل الرحيل رنا لصورتك تترقرق فوق أمواج الدمع فى عينيه غطاها بأهدابه المبتلة، همست شفتاه:
-                       هالة النور وداعا يابنة العمر.. ياروضة الحنان فى الزمان الصعب.
آآآه.. فى لحظة  غيابك لو تعلم.. ضاق الصدر من الأحلام بالآلام.. شقت صرخاتى رهبة مولد فجر اليوم:
- أبى يموت !
(صوت الوديان يناجينى )
- وهل يموت الأولياء؟!
- نعم.. يموتون يجمعون خير هذى الأرض ويرحلون .
اليوم ميلادك: السابع من إبريل.. فما جدوى حلول العام الألفين مادمت أجلس هنا وحيدة أطفئ شمعك.. اتذكر حبك.. أرسم ملامح وجهك فوق صفحات أيامى بألوان باهتة تلائم رهبة النهاية.. وعندما أنظر إليها لا أدرى من منا الذى رحل ؟!