أنــا.. أنـت


أنــا.. أنـت

قـال : ما أنت ؟
قـلت: لا تسلنى.. أنا ضوء لا تصله أحداقك، لايهجع لحلكة ذاتك.. أنا الهوى العاصف.. وأنت مصلوب على بابى.. أنا من أشعلت الوجد بصدرك، ونزعت النبض عنك، فصرت وترا.. أنا من أثرت الأعاصير فى دمك أشعلت عمرك .
قـال: مغرورة تهذى.
قـلت: أنا سحر وإلهام، صدى الشوق فى رحيق الأزهار.. أنا من تشتهينى وتضرع لهفا على أعتابى.
قـال : امرأة غارقة فى وهم .
قـلت : أنا ملاءة الفجر الوليد.. وشمس لا تعرف المغيب، أنا الأسر فى الوجه المليح، وخيال كل شاعر مشبوب.. أنا لهفة الاشتعال.. قدح اللهيب، حين تلتهم عيناك وجنتىّ.. فيرفّ وجيبك وأنت ساكن مكبل القدمين غارق فى شذى الحلم .
قـال : أنت حقا سوسنة، شقت نفسى وأختبأت فى تلافيفها.. فلمَ الفراق وليلى من رحيق حبك قد ذاق العذاب ؟
قـلت : لأن عيونك لاتحصى، قلوبك جمة وجعبة مليئة بالقيثارات.. وزهور بغير عطرتزيف بها المشاعر والصور الحالمة تهديها لكل النساء، تعرى الحقيقة وتلبسها ألف ثوب لفتنة عارية. لأنك تسكر الاحساس وتعشق الرياء.
قـال : ولماذا لم تهربى ؟
قـلت : لأنى أعشق الزهور.. ظننت الشوك يستحى وخزى.. ورغم أنى أغزل النهار فإن ومض النور أعمى بصيرتى، وكنت أستر الليل بين أصابع كفى وما ظننت الذئاب تحتمى بستره.
قـال : بريئة حقا ؟!
قـلت : تهويمة سماوية أنا.. عزفتها الأحلام، ألقتها الأيام بطريقك.. فلا تهزأ ولا تغمض جفنيك بعد الآن فلهيب بعدى لن ينام.. إذا افترقنا ستحترق.. ستتوه تسأل حائرا فى حدائق الأسرار.. ترتاد أبواب العرافين تسمع تغريد الطيور وتشهق الآه انتظاراً. سأحيل دموعك لحنا أسطورى النواح .
قـال : أنت .....
قـلت : أنا وأنت كنا سجينى وهم، مكبلين بخوف الفراق .
قـال : أتهربين.. تمتصين منى الروح وتغربين.. وماذا عنى ؟!
قـلت : وما أنت ؟
قـال : بقايا روح.. ولحن كسير.. ونفس أذابها الغدر والتدبير فى الخفاء، وجسد سيخبو حتى الفناء.. أنا صائد القلوب والعيون والنهود.. أنا.. أنا عاشق غاص بأعماق الوجع.. توارى وفنى لم يعد يبين وأنت...
قـلت : أنا وأنت سر فى الحياة.. رعد وبرق، طير وغصن، ليل وقمر، أنا وأنت نغمة ووتر.. أنا وأنت عاشق ومغرورة، فلا تسلنى ما أنا؟ فأنا أنت، وأنت ما أشقاك.. أنت لوتعلم !! أنــــــا .